الجمعة، 7 يناير 2011

استسلام نيقاشا الارض مقابل السلام / صلاح مرسى

           غدا سوف  الاحد  سوف يقرروا الجنوبيون مصيرهم بعد ان انتزعوا هذا الحق انتزاعا من حكومة البشير لاول مرة فى تاريخ السودان ,كما توقعنا دائما كل الدلائل تشير الى احتمال حدوث الانفصال   بنسبة عالية جدا تفوق 95%  , وليس هناك  ما يدعوا  الى الاستغراب اذ ان  هذه هى النتيجة المتوقعة   والحتمية من استسلام نيفاشا الذى  فصل تفصيلا الى تمزيق السودان , نعم استسلام نيفاشا وليس سلام نبفاشا دعنا ان نسمى الاشياء باسمائها الحقيقة  ولو لمرة واحدة بدلا من الضحك على الذقون او تغييب للعقول  الذى تمارسه الالة الاعلامية الانقاذية ليلا ونهارا على الشعب السودانى  لكى يصدق اكذوبتها الكبرى حتى تمرر سياساتها الانفصالية تحت دعاوى السلام.
        السلام الذى لم يؤمن وحدة  البلاد انما هو استسلام بكل المقاييس  لسبب بسيط جدا لأن المتمردون قد حققو النصر المبين بعد ان  حصلوا على  الجائزة الكبرى وهو تقرير المصبر ةالذى تنتفى معه  كل مبررات القتال لأى متمرد فى أى جزء فى العالم اذا نال هكذا حق  بأى وسيلة كانت حربا   او سلما  فالامر سيان فما الحروب الا وسيلة لاجبار الطرف الاخر لكى يجلس على مائدة الحوار ومن ثم تبدا المساومات لنبل المطالب كل حسب قوته . ربما يقول قائل ان  الانقاذ لم تهزم فى الميدان عسكريا وهذا قد يكون صحيحا لكن الحقيقة انهم هزموا نفسيا لفقدانهم  ارادة القتال بعد ان  عمدوا الى ثهميش الجيش واضعافه والسعى الى الحرب المجانية وبأقل التاكليف بدفع الشباب الى اتون الحرب بدون خبرات والنتيجة بروز الانهزام النفسى الذى أفضى الى استسلام نيفاشا.
       تدعى حكومة الانقاذ أنها لم تكن الوحيدة فى اقرار حق تقرير المصير للجنوبيين فى سياق دفاعها لتقسيم البلاد وانما هذا الحق اقرته ايضا  احزاب المعارضة فى اسمرا عام 1995 لكن هكذا ادعاء مردود عليه لسبب بسيط  جدا لأن الحكومة هى الحاكمة وليست المعارضة وعليها تقع مسؤولية  الحفاظ على وحدة البلد ولا ينبغى للحكومة أن تجارى تفكير وتكتيكات المعارضة  التى ليست لديها اى سلطات  ولكن الانقاذ تعاملت مع هذا الامر بصورة غير مسؤولة وانتهازية مكشوفة  .
     الانقاذ التى جاءت لانقاذ السودان كما تدعى  هى  الان تفرط فى وحدة  تراب الوطن ,  بعد ساعات سوف نفقد جزء عزيز من بلادنا ولا نكون ابدا بلد المليون ميل مربع الذى طالما افتخرنا به بين الشعوب وسوف يذهب اخواننا الجنوبيون بعيدا  بدولتهم اسيادا عليها  يلعقون جروحهم ويبنون دولتهم الوليدة دولة السودان الجديد.
        
          

ليست هناك تعليقات: